Take a fresh look at your lifestyle.

إبراهيم شعبان يكتب: انتخابات الصحفيين.. اختَر من يغير واقعك

42

بعد قرابة ربع قرن في بلاط صاحبة الجلالة، منهم 14 عامًا كاملة عضوًا في نقابة الصحفيين، ولي الشرف في هذا، يمكنني أن أقف سريعًا أمام أهم انتخابات للصحفيين في السنوات الأخيرة، والتي تنطلق خلال ساعات، غدًا الجمعة 2 مايو.

والسبب أنها تأتي وسط مشاكل لا تغيب عن أحد، ما بين واقع صحفي يموج بالأزمات والمشاكل، وتدنّي الأجور، وندرة صدور إصدارات صحفية جديدة أو مواقع إلكترونية كبرى تستوعب الموجودين والطامحين.

وما بين واقع معيشي يعيشه الصحفيون، مثلهم مثل الباقين، يريدون فيه تأمين حياتهم وحياة أولادهم ومن يعولونهم.

باختصار.. انتخابات الصحفيين 2025 فارقة، ولن يُجدي فيها ولن ينفع ما يرفعه بعض الزملاء من شعارات ووعود براقة لا تنزل لأرض الواقع.

نريد خطوات أكبر في ملف الحريات واستعادة الهيبة والمكانة، وهذه أساسيات للعمل الصحفي لا يمكن نسيانها أو تجاوزها. ولكن لا ينبغي أبدًا أن تطغى على أساسيات أخرى أكثر إلحاحًا.

فحال الصحفيين المصريين – وبالمثل الشعبي والجميع يعرف ذلك – “يصعب على الكافر”. أجور زهيدة يعلمها القاصي والداني.

مئات الصحفيين حُرموا من البدل لسنوات طوال، وهم أعضاء مشتغلون في نقابة الصحفيين وينتمون للصحف والوكالات العربية والأجنبية، لم يتقاضوا البدل أبدًا، وقيمته 4 آلاف جنيه، بدعوى أن اللائحة لا تنص على ذلك. فيما هناك وعود الان بتغيير قواعد الصرف.

صحف ومواقع مغلقة سرّحت مئات الصحفيين، دون أن يجدوا لهم أماكن جديدة يعملون بها.

واقع صحفي سيئ، لا مجال للكذب أو التجمل فيه، مع أحلام عريضة بأن تظل صاحبة الجلالة ذات مهابة وذات صوت مسموع، وأن تظل الصحافة المصرية في ما هو قادم، كعادتها، قادرة على الدفع بكتّاب ومفكرين وأساتذة في العمل الصحفي والإعلامي، رغم أيامها العصيبة.

ووسط هذا وذاك.. وسط الواقع الصعب والأحلام المشروعة.. وسط الأوضاع العصيبة والمهنة المقدسة..

تبدو انتخابات الغد بارقة نور وبارقة أمل للقادم:

فالصحفيون يريدون تحسين مستوى معيشتهم.

والصحفيون يريدون جميعهم الانضمام لقانون البدل ولائحة الصرف.

والصحفيون كلهم يريدون ثورة أجور في الصحف الحزبية والخاصة والقومية أيضا.

والصحفيون كلهم يريدون تغيير قانون الصحافة، وقانون الالتحاق بجداول القيد، خصوصًا وأن الاعتماد على الإصدار الورقي أصبح تحفة من التاريخ، فالمواقع الإلكترونية اليوم هي الحقيقة الموجودة منذ 20 عامًا، ولكن لا تراها نقابة الصحفيين لإلحاق الصحفيين العاملين بها بجداول القيد.

الصحفيون يريدون شققًا وأراضي وشاليهات ومعاشات محترمة، و”حياة كريمة” فعلًا.

فالصحفي في النهاية إنسان، له متطلبات حياتية، ووظيفته في نقل نبض الرأي العام، وفي الصراخ بمشاكله وهمومه، والدفاع عن الوطن، والتصدي للإرهاب والفاسدين، لا يعني إغفال حقه في العيش والحياة.

أمام هذه الوقفة السريعة..

فإني أنصح نفسي وزملاء وأساتذة أعزاء بأن يكون الاختيار للنقيب القادر على الفعل، والمجلس القادر على الحركة، والذي لا تشله الخلافات والمعارك، ولا تجمّده المطامع والبحث عن المكاسب الشخصية.

باختصار.. لنختر من يغيّر واقعنا دون شعارات، من يغيّر حالنا دون مزايدات.. ودون ضجيج.

انتخابات الغد.. فرصة حقيقية للتغيير وتعزيز حقوق ضائعة، والحصول على مكتسبات مشروعة ومأمولة.

فالصحفي إنسان من لحم ودم..

مواطن له أسرة ومتطلبات وتطلعات..

مع اليقين تمامًا أن الاختلاف في الرأي والاختيار لا يجب أبدًا أن ينال من وحدة الصحفيين وقوتهم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.